Saturday, 5 November 2016

كريم بإمكانها حل مشكلة لوجستية

بما أن سلاسل الإمداد تُستخدم كعنصر رئيسي في التنافس في العديد من الصناعات، تواصل الشركات إبداعاتها في تخفيض التكاليف المرتبطة بسلاسلها لتقوية وضعها التنافسي في السوق. حتى لو اضطرها ذلك إلى التعاون مع منافسيها. فمثلاً، خلال مواسم الأعياد في أمريكا، ترتفع كمية الطرود المتنقلة بين البائعين و المستهلكين، مما يضطر شركات حلول سلاسل الإمداد مثل FedEx و UPS إلى توظيف عاملين بعقود مؤقتة و استئجار مستودعات تستخدم كمراكز توزيع إضافية. و لتخفيض تكلفة هذه المستودعات، نرى شركات حلول سلاسل الإمداد تشترك في المبنى و تشترك في الإيجار. مثال آخر هو تعاون شركات الطيران و دخولها في اتحادات ضخمة تستفيد من خلالها في زيادة تغطيتها لمدن العالم و مشاركة الخدمات المساندة و التموين. في هذا المقال نستعرض كيف يمكن لشركة الأجرة كريم أو حتى Uber خدمة شركات حلول سلاسل الإمداد. 

إحدى أكبر تحديات شركات اللوجستيات و سلاسل الإمداد هي مشكلة الميل الأخير Last Mile Problem. مصطلح مشكلة الميل الأخير كان يستخدم في قطاع الاتصالات للتعبير عن صعوبة تمديد كيابل الاتصالات من النقطة المركزية لمحول الاتصالات إلى جميع منازل الحي. استعير هذا المصطلح في قطاع سلاسل الإمداد ليعبر عن آخر رحلة للطرد قبل وصوله لنقطته النهائية ألا و هي المستهلك. بحسب عدة تقارير، الميل الأخير من الرحلة يكلف ما يعادل ٢٨٪ من إجمالي تكلفة التوصيل كما يعتبر هذا الجزء الأقل كفاءة مقارنة ببقية السلسلة. ما يسبب قلة الكفاءة و ارتفاع التكلفة هو إطلاق رحلات كثيرة و الاعتماد على العديد من المركبات الصغيرة التي لا تكون ممتلئة بالكامل لإيصال طرود في مناطق مزدحمة سكانياً ترفع من معدل استهلاك الوقود. أضف إلى ذلك تكاليف إعادة التوصيل في حال تعثر الوصول الى المستهلك. بالمقارنة، تنتقل الطرود خلال سلسلة الإمداد قبل رحلة الميل الأخير مجمعة في رحلات أقل و على مركبات ثقيلة ممتلئة بين مراكز التوزيع و المستودعات بكفاءة عالية. 

في السعودية، تتجاوز شركة اللوجستيات مشكلة الميل الأخير عن طريق إنشاء العديد من مراكز التسليم يقصدها المستهلك لاستلام طرده. لكن أوقات عمل هذه المراكز قد لا تتناسب مع جدول المستهلك و كما أنها متعبة له حيث تضطره لأن يقصدها و يقف بطابور الانتظار بدلاً من أن تصله إلى بيته بلا جهد. لذا، من أجل تقديم خدمات أفضل لعملائها مع الحرص على تخفيض تكاليفها، يمكن لشركات اللوجستيات و حلول سلاسل الإمداد الاستعانة بمصدر خارجي يهتم بتنفيذ رحلة الميل الأخير للطرود بتكلفة أقل كشركة الأجرة كريم. مع انتشار سائقو كريم و ارتفاع أعدادهم في الفترة الاخيرة، تتوفر لشركات اللوجستيات و حلول سلاسل الإمداد فرص و خيارات عديدة لخدمة العميل. يمكن مثلاً لـDHL طلب سيارة كريم قريبة من مركز التوزيع لإيصال شحنة إلى منزل المستهلك بقيمة تقل عما يكلّفها لو قامت بالرحلة بنفسها. بإبرام اتفاقيات تعاون، تستفيد شركة اللوجستيات و حلول سلاسل الإمداد من انخفاض تكاليف الميل الأخير و تقديم خدمة مميزة للعميل بوصول شحنته إلى بيته. في حين تكمن الفائدة لكريم في الدخول في سوق إضافي يدر إيرادات إضافية بنفس الموارد المتوفرة حالياً من سائقين مسجلين لديها. 

من جهة أخرى، كما أن لمثل هذا التعاون فوائد، فإنه لا يخلوا من المخاطر. يُعتبر السائق في هذه الحالة هو وجه شركة حلول سلاسل الإمداد حتى لو لم يكن ينتمي لها. فأي تصرف سلبي منه تجاه المستهلك أو ظهوره بمنظر غير لائق سيكون له تأثيره السلبي على صورتها. و لا يمكن تجاهل تكاليف تضرر الطرود و سرقتها خلال نقلها من قبل السائق. في المقابل، قد يصاب السائق خلال تنزيل أو تحميل الطرود إلى سيارته بسبب ثقلها بدون تحذيرات واضحة. هذه و غيرها من الحوادث التي قد تخلق نقاط خلاف بين الطرفين أو تسبب في تكاليف إضافية لابد أن تُناقش و تحدد مسؤوليات كل طرف في حال حدوث أي منها.