Sunday, 4 December 2016

سنتيمتر واحد - أثر تصميم المنتج على كفاءة سلاسل الإمداد

مع طرح فكرة منتج جديد و خلال مرحلة تصميمه، يُدرج تصميم المغلف كجزء رئيسي من الشكل النهائي للمنتج. التغليف هي عملية تأمين للمنتج النهائي وحمايته خلال توزيعه و تخزينه و بيعه للمستهلك. بالإضافة إلى الحماية، يستفاد من تغليف المنتجات في تسويقها. فترى المغلف يعرض العلامة التجارية، عبارات رنانة، محتويات المنتج، و أي عروض تسويقية كالخصومات و زيادة سعة العبوة. لكن خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت تدرك الشركات أهمية التغليف في زيادة كفاءة سلاسل إمدادها و إنخفاض تكاليفها. في السابق، كانت الشركات تتجاهل عواقب التصميم النهائي للمنتج على عمليات شحنه و تكاليفها. فلا يؤخذ بالاعتبار وضع قيود على قياسات المنتج بحيث لا تتعدى حجماً معيناً. و بما أن الهدف الرئيس من التغليف هو حماية المنتج، يعتمد فريق التصميم غلاف سميك و أكبر من المنتج خلق مشكلة في عالم إدارة سلسلة الإمداد تعرف باسم "نقل الهواء"Shipping Air .


مشكلة نقل الهواء مصطلح يستخدم للتعبير حمولة تحتوي على مساحة غير مستخدمة بسبب تصميم المنتج المنقول. إما أن يكون المنتج نفسه مغلف في طرد أكبر من حجمه فيوضع معه فقاعات هوائية لحمايته. أو مجموع حجم الطرود لا يغطي المساحة الإجمالية للشاحنة و بنفس الوقت لا يمكن إضافة طرود بنفس الحجم. أما الأولى، تحدث كثيرا عند طلبك من مواقع التسوق الإلكتروني مثل أمازون. فمثلا، عند طلبك خاتم أو حلق من أمازون، يكون المنتج في غلافه الأصلي الصغير فتقوم أمازون بتغليفه بطردها المحتوي على علامتها التجارية الذي في الغالب هو أكبر من صندوق الخاتم أو الحلق بأضعاف. بسبب طريقة التغليف، أصبح المنتج لا يمثل سوى ١٠-٣٠٪ من إجمالي حجم الطرد في حين ٧٠-٩٠٪ هي فراغ أو هواء لا تضيف لشركة الشحن ولا المستهلك أي قيمة إضافية بل تكون مكلفة بسبب الحجم الزائد. أما بالنسبة للحالة الثانية من نقل الهواء، تخيل مصنع ينتج مناديل تغلف في كرتون مقاساته ٥٠*٤٥سم يتم نقلها باستخدام طبلية Pallet مقاسها ١٢٠*١٢٠سم. و بافتراض تحميل الكراتين سيكون على مستوى واحد بدون تكديسها فوق بعضها، ستغطي كراتين المناديل ما يعادل تقريبا ٦٣٪ من إجمالي مساحة الطبلية فقط (انظر الرسم في الأسفل و عذرا على ضعف الجودة) بينما المساحة الخضراء فهي مساحة غير مستفاد منها تعبر عن مشكلة نقل الهواء. شاحنة النقل من نوع ٤٠ قدم (تريلة) تستطيع تحميل ١٨ طبلية، و بما أن مساحة تغطية الطبلية هي ٦٣٪ فإن حمولة الشاحنة تقريبا تعادل ١١ طبلية فقط بينما في الواقع تحتوي على ١٨ طبلية ذات كفاءة قليلة. بسبب هذا التصميم، يحتاج المسؤول عن الحركة اللوجستية  إلى عدد رحلات نقل أكثر لإيصال إنتاج المصنع، رحلات أكثر تعني تكاليف أعلى، أضرار بيئية أكبر و إحتمالية وقوع حوادث أكبر.




في أمريكا الشمالية، تنقل تويوتا ٧٥٪ من إنتاجها للسيارات باستخدام قطار شحن البضائع محملة على نوعين من العربات. النوع الأول هي عربة ذات المستويين تستخدم في نقل السيارات الكبيرة مثل التاندرا و اللاندكروزر و حمولتها ١٠ سيارات. أما النوع الثاني فهي عربة ذات الثلاث مستويات و تستخدم لكل سيارات تويوتا الصغيرة و حمولتها ١٥ سيارة. في أحد معامل تويوتا في أمريكا حدث تغيير في إحدى موديلات السيارات مما نتج عن ارتفاع طول السيارة إنشات قليلة. بسبب هذا التغيير، أصبح ارتفاع السيارة إنش واحد اعلى من الطول المسموح لنقل السيارات بعربة الشحن ذات الثلاث مستويات مما إضطر المعمل إلى استخدام العربة ذات المستويين مؤدية إلى ارتفاع تكاليف النقل. في المقابل، بحسب شركة Adalis Packaging Solutions، بتغير ١.٥ إنش في تغليف منتجاتها، تمكنت شركة تعمل في قطاع الاتصالات من زيادة عدد الطرود المحملة على الطبلية من ١٢٠ إلى ٣٠٠ طرد رافعة بذلك كفاءة الطبلية بالإضافة إلى تخفيض تكاليف النقل لقلة عدد الرحلات (إنظر الصورة في الأسفل).




من الواضح أن تغيراً بسيطاً في تصميم المنتج ممكن أن يكلف الشركة أو يقلل من تكاليفها. لذا ينبغي على الشركات مراجعة منتجاتها و دراسة الطريقة المثلى لنقلها من أجل رفع كفاءة سلسلة الإمداد.